بعد الارتفاع التاريخي للذهب فوق مستوى 4200 دولار في أكتوبر، شهد السوق أمس واحدة من أشدّ عمليات التصحيح في السنوات الأخيرة. أما اليوم، فقد تمّ تعويض جزء من هذا الانخفاض، حيث يتذبذب السعر حالياً حول 4140 دولاراً.
في هذا التحليل، يقوم فريق التعليم التابع لوسيط ترندو بمراجعة الجوانب الفنية والأساسية للسوق لتقديم رؤية أوضح للوضع الحالي والاتجاهات المستقبلية المحتملة للذهب. كما يمكنكم من خلال زيارة منصة ترندو واستخدام أدواتها المتطورة في التداول، إجراء تحليلاتكم بدقة وموثوقية أعلى.
التحليل الفني للذهب (22 أكتوبر 2025)
من المنظور الفني، سجّل الذهب هذا الأسبوع قمة تاريخية جديدة عند مستوى 4378 دولاراً، لكنه واجه بعدها ضغوط بيع قوية دفعته إلى التراجع نحو 4004 دولارات. هذا الهبوط الحاد أدى إلى دخول مؤشر القوة النسبية RSI في الإطار الزمني الساعي إلى منطقة التشبع البيعي العميق، ما أدى إلى ظهور انحراف إيجابي على الرسم البياني، وهو العامل الذي حفّز الارتداد القصير الأجل في تداولات اليوم.
في الوقت الحالي، يُعدّ مستوى 4000 دولار دعماً نفسياً وفنياً رئيسياً، في حين تُعتبر منطقة 4200 دولار مقاومة مهمة. اختراق السعر وتثبيته فوق 4200 دولار قد يمهد الطريق لاختبار القمة التاريخية مجدداً، أما في حال كسر الدعم عند 4000 دولار، فمن المحتمل أن يمتدّ التصحيح إلى نطاق 3950–3900 دولار. كما أن مؤشرات ارتفاع التقلبات على المدى القصير واضحة تماماً: فقد انخفض الذهب أمس بأكثر من 5%، بينما تعافى جزئياً اليوم مع تراجع الدولار — وهو نمط غالباً ما يرتبط بتوسّع نطاق الحركة وإشارات متضاربة من المؤشرات الفنية. بصورة عامة، تشير معظم التحليلات الفنية الأخيرة إلى أن التحركات الحالية يمكن تقييمها كـ تصحيح مؤقت ضمن اتجاه صاعد أكبر.
الرسم البياني الفني للذهب – 22 أكتوبر (منصة ترندو، الإطار الزمني H1)
التحليل الأساسي للذهب (22 أكتوبر 2025)
يعود المحرك الرئيسي لصعود الذهب هذا العام إلى تغيّر التوقعات نحو خفض أسعار الفائدة الأمريكية واستمرار عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية. ولا يزال السوق يراهن على احتمال خفض أسعار الفائدة في اجتماعي أكتوبر وديسمبر، على الرغم من أن بعض المستثمرين يحذرون في الوقت ذاته من مخاطر التيسير المفرط في السياسة النقدية.
وفي الوقت نفسه، أدى إغلاق الحكومة الأمريكية إلى فجوة في البيانات الاقتصادية، ما جعل تقييم الأوضاع الاقتصادية أكثر صعوبة أمام الاحتياطي الفيدرالي. هذا الوضع زاد من حساسية السوق تجاه أي بيانات أو تصريحات جديدة بشكل ملحوظ. وعلى المدى القصير، تتجه الأنظار نحو بيانات التضخم الأمريكية يوم الجمعة، والتي ستحدد اتجاه السياسة النقدية، وبالتالي مسار الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة. وكلما جاءت إشارات التضخم أكثر اعتدالاً، ازداد الدعم الأساسي للذهب؛ أما في حال صدور بيانات تفوق التوقعات، فقد نشهد موجة جديدة من جني الأرباح والتصحيح السعري.
السيناريوهات المحتملة لسوق الذهب (22 أكتوبر)
السيناريو الصعودي: في حال استقرار السعر فوق 4100 دولار واختراق منطقة 4200–4220 دولاراً، ومع ضعف الدولار وانخفاض عوائد السندات، قد يُمهد الطريق لاختبار القمة التاريخية من جديد وربما تمديد الموجة الصاعدة إلى مستويات أعلى. هذا السيناريو يتماشى مع السرد السائد في الأسواق حول احتمال خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعات أكتوبر إلى ديسمبر.
السيناريو المحايد / المتذبذب: في حال استقر السعر بين 4000 و4200 دولار قبل صدور البيانات الاقتصادية المهمة، من المتوقع أن يدخل السوق في مرحلة تذبذب ضيقة النطاق، وهو ما يعكس تصحيح الأمس السريع وحذر المتداولين قبل صدور بيانات التضخم.
الخلاصة
الصورة العامة للسوق ما زالت صعودية ولكن متقلبة. في تداولات اليوم، يمثل مستوى 4000 دولار الدعم الرئيسي، بينما تُعد منطقة 4200–4220 دولاراً مقاومة استراتيجية. اختراق السعر أو كسره لأيٍّ من هذين المستويين قد يحدد اتجاه جلسة التداول. في ظل هذه الأوضاع، تزداد أهمية إدارة المخاطر، نظراً لارتفاع مستويات التقلب على المدى القصير، كما أن نتائج بيانات التضخم يوم الجمعة قد تحدد بوضوح المسار القادم للأسعار.
للحصول على تحليل أكثر دقة للسوق وتنفيذ الصفقات بأقل سبريد وعمولات، يمكنكم استخدام منصة ترندو الشاملة والاستفادة من أدواتها المتقدمة في التحليل الفني والأساسي للحصول على تجربة تداول أكثر احترافية. يرجى ملاحظة أن هذا التحليل مقدم لأغراض تعليمية وإعلامية فقط ولا يُعتبر بأي حال من الأحوال توصية بالشراء أو البيع.
