نصائح لإدارة المخاطر التي لم تكن تعرفها من قبل!

في هذه المقالة، قمنا بدراسة إدارة المخاطر و سيكولوجية التداول من زاوية محددة و عملية.

ترى مصطلح "إدارة المخاطر" في كل مكان. تتحدث الأغلبية باستمرار عن إدارة المخاطر و إدارة رأس المال و علم النفس التجاري و أشياء من هذا القبيل. ولكن ما هي إدارة المخاطر؟ هل هو مهم؟ ما الذي يحدث و يجعل ٩٥% من المتداولين يخسرون؟ هل هؤلاء الخاسرون الكبار الذين يبلغ عددهم حوالي 2 مليون شخص، جميعهم أغبياء أم أننا الذين نعتزم النجاح في التداول، أذكى بكثير من هؤلاء الأشخاص؟

أنا، حسين طاهري متداول سوق الفوركس، سأجيب على هذه الأسئلة. إبقوا معي

هذه المقالة تختلف عن المقالات الأخرى و لا يحتوي على جدول محتويات و لا مقدمة. دعنا نذهب مباشرة إلى هذه النقطة … .

الدخول الي عالم التداول

کل شيء يبدأ بحلم. ربما تكون قد دخلت منذ فترة إلى عالم التداول المثير من خلال إقناع صديق أو مشاهدة مقاطع على إنستغرام و تنوي تحقيق أحلامك من خلال التداول في الأسواق المالية (الفوركس أو العملات المشفرة) و كما يقول بائعو الحزمة، ضع علامة على أهدافك. يمكنك الحصول على التدريب في غضون أسابيع قليلة و البدء في التداول باستخدام حساب تداول صغير.

ربما تكون أيضًا شخصًا حذرًا و قبل البدء في التداول الحقيقي أن تتدرب لبضعة أسابيع في الحسابات التجريبية. على أي حال، باستخدام حساب تداول صغير، تبدأ التداول و بعد فترة من الوقت و مع حدوث بعض الأخطاء، تفقد الحساب. كلا حسابي التداول صغيران و أنت تلوم ذلك على قلة خبرتك. مرة أخرى، يمكنك التدرب لبضعة أيام إلى بضعة أسابيع. تبدأ بالبحث على جوجل و تقوم بزيارة صفحات إنسغرام و حتى المشاركة في بعض الدورات التدريبية عبر الإنترنت و تطلب كتب التداول و البدء في دراسة الأشياء التي تشمل بشكل عام مجال التحليل الفني. تقوم بشحن حساب آخر، و تحقق الربح لفترة من الوقت و عدد صفقاتك المربحة أعلى بكثير من ذي قبل ولكن فجأة في يوم واحد، تفقد الحساب بالكامل أو جزء كبير من الحساب. مرة أخرى، تقضي بضعة أيام في البحث عن إستراتيجية مربحة و تجد أو تنشئ إستراتيجية مثيرة للاهتمام و مبتكرة (و من المميز أنك الشخص الوحيد في العالم الذي توصل إلى مثل هذه الفكرة الإبداعية). تشعر أنك بحالة جيدة جدا. لقد وصلت إلى قمة الأمل من اليأس. بعد بضعة أيام، يمكنك التحقق من الطريقة الجديدة عن طريق تحريك مخطط السعر يسارًا و يمينًا و التأكد من أنها مربحة (ولكن دون معرفة أن لديك تحيزًا تأكيديًا Confirmation Bias) و تشحن حساب جديد.سوف تحقق الربح لفترة من الوقت، ولكن في يوم واحد سوف تخسر الحساب بأكمله. مرة أخرى، تأتيك خيبة الأمل. تتوقف عن التداول لبضعة أيام ثم تبدأ في البحث عن طريقة تداول جديدة. أنت الآن تدخل في حلقة مفرغة قد تستمر لسنوات و تنقلك من اليأس إلى الأمل و من الأمل و النشوة إلى اليأس و الاكتئاب و في الوقت نفسه، فإن بائعي الحزم فقط هم الذين يستفيدون من إدمان المتداولون و يبيعون لك دورات غير فعالة ولكنها واعدة.

يرجى وقف هذه الحلقة المفرغة. توقف عن البحث عن استراتيجيات مربحة و دعنا أولاً نفحص العملية التي تحدث وراء كل هذا. ثم سنتحدث عن الحلول.

سيكولوجية التداول

في البداية و من خلال تجربة سنوات عديدة، يجب أن أقول:

السوق هو المعلم الذي يحاول أن يعلمك أسوأ الدروس

بعد أن ندخل في التجارة لا يوجد أكثر من حالتين، في الحالة الأولى تدخل التجارة في الربح و لأنه في الحياة الواقعية تعلمنا منذ الصغر الحصول على مكافآت فورية لذا لدينا رغبة قوية في إغلاق التجارة في الربح بسرعة و الحصول على نوع من المكافأة على جهودنا، لذلك في معظم الأوقات يكون متوسط تداولاتنا المربحة منخفضًا جدًا ولكن عددها مرتفع .

صحيح أنك لن تفلس أبدًا عن طريق إغلاق الصفقات المربحة، ولكنك لن تصبح ثريًا أبدًا عن طريق تحقيق أرباح صغيرة.

في الحالة الثانية، ستتكبد صفقتنا الخسارة و بما أنه في الحياة الواقعية لا أحد يقبل أخطائه بسهولة، فإننا لا نغلق الصفقة و ننتظر حتى يعود السعر و تدخل الصفقة في الربح و بما أن السوق يتراوح في ٨٠% من الوقت، فإن هذا يحدث لكن لسوء الحظ أو لحسن الحظ (لحسن الحظ لأن تجارتنا في الربح و لسوء الحظ لأننا نتعلم أخطر عادة التداول) و بعد الدخول في التجارة يتم تحقيق الربح، حسب ما يقوله. الأمر الذي قمنا بفحصه في الحالة الأولى، في حالة‌ انخفاض الربح، سنقوم بإغلاق الصفقة على الفور و سنكون سعداء لأننا قمنا بعمل جيد و صبرنا على الخسارة و خرجنا في النهاية بربح. بعد ذلك، يحدث هذا عدة مرات و نأخذ أرباحًا صغيرة وننتظر حتى يعود السعر ونغلق الصفقة بربح صغيرمع مرور الوقت سنتعلم أن نزید من حجم تداولاتنا عندما تكون تداولاتنا في خسارة (تقليل متوسط الصفقات الخاسرة) و مع عودة السعر، سنحقق ربحًا أكبر قليلاً أو ستدخل تجارتنا في الربح عاجلاً. و هذا هو السبب وراء كل الفشل التجار في سوق الفوركس. إذا كنت متداولًا خاسرًا (وهذا احتمال ٩٥٪)، فبعد قراءة هذه المقالة، تحقق من سجل حساب التداول الخاص بك و قارن متوسط أرباحك بمتوسط خسائرك و سترى أن متوسط خسائرك أعلى بكثير من متوسط مكاسبك. بينما يجب أن يكون متوسط أرباحك على الأقل ضعف متوسط خسائرك. عدد الصفقات المربحة ليس مهما و المهم هو متوسط الصفقات

لکن اليوم الموعود يأتي

السوق يتراوح في ٨٠% فقط من الوقت، و في اليوم الذي تبدأ فيه الحركة الرئيسية، لا يزال هناك حالتين، إما أن نكون قد فتحنا صفقة في اتجاه الحركة أو أن يكون لدينا تداول في عكس الاتجاه. في الحالة الأولى، ما زلنا نكتفي بالربح المنخفض و نحاول الحصول على مكافأتنا بسرعة من خلال إغلاق الصفقة مبكرًا و في الحالة الثانية لدينا معاملة في الاتجاه المعاكس و لأنه في الأيام التي كان فيها السوق يعاني، تعلمنا أنه إذا صبرنا سيعود السعر و ستكون الصفقة مربحة، و نحن أيضاً ننتظر (و لهذا قلت في البداية السوق معلم يحاول أن يعلمنا أسوأ الدروس)، لكن اليوم و للأسف لم يعد السوق يعاني و السعر لن يعود لأنه لقد سبب لنا بعض الصدمة عدة مرات و في الخسارة نزيد حجمًا، لكنه لا فائدة منه ونخسر الحساب بأكمله هذا هو المكان الذي يصبح فيه الفرق بين المتداول المحترف و المتداول الخاسر واضحًا. لا يضيف المتداول المحترف حجمًا في الخسارة و يصبر كثيرًا في الربح، لكن المتداول الخاسر يضيف حجمًا في الخسارة و يأمل في عودة السعر و ينتظر حتى يصبح الحساب صفرًا. في أيام السوق الرائجة، بالضبط حيث تغلق صفقاتك المربحة، يضيف المتداولون المحترفون حجمًا إلى صفقاتهم. بعبارة أخرى:

المتداول المحترف لديه خوف من الخسارة وأمل في الربح.

المتداول المبتدئ لديه خوف من الربح وأمل في الخسارة

الشيء الذي نحتاج إلى معرفته

• نحن لا نخسر أمام الفوركس، بل نخسر أمام عواطفنا.
• نحن نفقد حساب التداول الخاص بنا ببساطة لأننا انتظرنا فترة طويلة جدًا للخسارة أو زيادة حجم التداول.
• نحن خاسرون في الفوركس لأن متوسط أرباحنا أقل بكثير من متوسط خسائرنا.
• نحن خاسرون في الفوركس لأننا لا نريد أن نعترف بخطئنا و لا نغلق الصفقة بخسارة.
• نحن خاسرون في الفوركس لأننا نكتفي بالأرباح المنخفضة.
• استراتيجية التداول ليست سبب نجاحنا، بل إن معرفة الذات و السيطرة على العواطف هي التي ستسبب نجاحنا.
• إذا لم تفهم هذه العملية، فسوف تكون بلا شك خاسرًا إلى الأبد في سوق الفوركس.
• لا يوجد الكأس المقدسة للتداول في السوق. السوق ليس لديه أسرار خاصة.

تاكد من القراءة أخطاء تداول فادحة في أسواق الفوركس و الأسواق المالية التي تؤدي إلى إهدار رأس مالك

ولكن ما هو الحل؟

كل هذا ، الحلول و القواعد أنت تحتاج إلى معرفتها كمتداول محترف. هذه القواعد بسيطة ولكنها عملية للغاية و ستضمن لك البقاء في السوق:

ابدأ التداول بحساب حقيقي بعد أن حققت ربحًا ثابتًا (٦ أشهر على الأقل) على الحساب التجريبي. الحقيقة هي أن العديد من الأشخاص لا يحققون أرباحًا حتى من الحساب التجريبي، بل يبدأون تداولًا حقيقيًا.

لا تقم أبدًا بزيادة حجم التداول الخاص بك عندما تكون تداولاتك بخسارة

يُسمح لك فقط بإضافة الربح إلى حجم التداول الخاص بك.

استخدم دائمًا حد الخسارة التلقائي. لا تتوقع إغلاق الصفقة يدويًا. عندما يصل السعر إلى نقطة الخروج الخاصة بك، إذا لم يكن لديك وقف الخسارة التلقائي، فمن الصعب نفسيًا الخروج يدويًا من التداول.

قم بإعداد استراتيجية التداول الخاصة بك كتابيًا و اكتب جميع القواعد. لأنه أثناء التداول المباشر، ليس لديك القدرة والفرصة للتفكير. تحتاج فقط إلى تشغيل الخوارزمية المعدة مسبقًا.

حدد نسبة المخاطرة لكل صفقة قبل بدء التداول وعند صياغة استراتيجية التداول الخاصة بك. على سبيل المثال، لكل معاملة، لا تخاطر بأكثر من ۲٪ من إجمالي رأس المال الخاص بك و إذا كان رأس المال الخاص بك هو ۱۰۰۰ دولار أمريكي و كانت مخاطرتك ۲٪ فسيكون رأس المال المعني ۲۰ دولارًا أمريكيًا لكل مركز. يجب ألا تتجاوز أبدًا النسبة التي حددتها و تزيد من مخاطر معاملة معينة.

حدد حد الخسارة اليومي. على سبيل المثال، إذا كان حد الخسارة اليومي هو ۶۰ دولارًا، فبمجرد وصولك إلى هذا الرقم، يجب عليك إيقاف التداول حتى اليوم التالي. من الأفضل أن تأخذ استراحة من الرسم البياني و تقضي وقتًا في تصفية ذهنك استعدادًا لتداولات اليوم التالي

إحدى الطرق المفيدة لإدارة الصفقات هي البدء بحجم صغير جدًا و الإضافة إلى صفقاتك إذا تحركت الصفقة لصالحك. هذا هو ما يجيده المتداولون المحترفون.

إن نتيجة معاملتك الحالية ليس لها علاقة بنتيجة معاملتك السابقة. إذا سقط خط في المائة مرة الأولى من رمي العملة المعدنية، فليس هناك ما يضمن أنه سيعود مرة أخرى في المرة ۱۰۱. أو نعتقد أنه نظرًا لوجود الكثير من الخطوط، فيجب أن یأتی عکس الخط (الجانب الاخر من العملة)

لا تلمس حد الخسارة الخاص بك.

تجنب وضع وقف الخسارة بالقرب من نقطة الدخول و هذا خطأ شائع يرتكبه المتداولون المبتدئون. هؤلاء الأشخاص، الذين يخافون فقط من خسارة رأس المال في المقام الأول، لتقليل الخسارة، يقومون بوضع وقف الخسارة بالقرب من نقطة الدخول و عادة ما يتم تفعيل حد الخسارة الخاص بهم على الفور. يجب اختيار وقف الخسارة الصحيح بناءً على استراتيجية تداول مفصلة و ليس بناءً على خوفك أو جشعك.

لا تحاول الانتقام من السوق. لا تقم أبدًا بزيادة حجم التداول الخاص بك بعد خسارة بعض الصفقات المتتالية.

تعرف على رمز التداول والسوق الذي تنوي التداول فيه بشكل جيد. كل سوق له خصائصه الخاصة. يختلف تداول رمز الذهب (XAUUSD) عن التداول في سوق مؤشرات الأسهم مثل مؤشر داو جونز.

تحقق دائمًا من التقويم الاقتصادي من المواقع ذات السمعة الطيبة مثل Forex Factory وتجنب التداول عند الإعلان عن أخبار مهمة، مثل بيانات NFP، والناتج المحلي الإجمالي، ومؤشر أسعار المستهلك، وما إلى ذلك. وفي وقت الإعلان عن هذه البيانات، نرى تقلبات كبيرة وغير متوقعة في السوق، وحتى في بعض الأحيان يتم تفعيل وقف الخسارة التلقائي بهامش كبير.

حاول استخدام أطر زمنية أكبر وإجراء عمليات تداول طويلة الأجل. خاصة في بداية نشاط التداول الخاص بك.

تأكد من استخدام التحليل الأساسي وكن على دراية كاملة بظروف السوق. اتبع البنوك المركزية الكبرى.

حتى أكبر المتداولين يتعرضون للخسائر، لذلك لا تبحث عن نظام لتحقيق الربحية المطلقة.

التحليل الفني يمثل ٢٠% فقط من التداول و ليس علماً.

نقطة الدخول إلى الصفقة ليست مهمة. نقطة البداية مهمة. لكن تجار التجزئة ظلوا يبحثون لسنوات للعثور على نقطة الدخول الأفضل والأكثر دقة

الكلام الأخير

حاول تقليل حجم تداولك أو لا تتداول في الأيام التي يتراوح فيها السوق، فالسوق الذي يتراوح معقد للغاية بحيث لا يمكن البيع بسهولة في الأعلى و الشراء في الأسفل. كمتداول محترف، تحتاج إلى تحقيق ربح جيد في الأيام التي يبدأ فيها السوق حركته الرئيسية لأنه إذا لم تتمكن من تحقيق الربح في مثل هذه الأيام، فلن تكون متداولًا ناجحًا على الإطلاق. لقد شعرت بالرضا عند كتابة هذا المقال و آمل أن يكون مفيدًا لك و يساعدك على النجاح في عالم التداول.