2025-07-17 09:09

    صدور تقرير CPI وتأثيره على الأسواق المالية

    صدور تقرير CPI وتأثيره على الأسواق المالية صدور تقرير CPI وتأثيره على الأسواق المالية

    في يوم 19 محرم 1447 (15 يوليو 2025)، صدر تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الأمريكي؛ وهو تقرير كان العديد من المتداولين ينتظرونه لتحديد الاتجاه التالي للسوق بدقة أكبر. يوضح هذا التقرير مدى سرعة تغيّر أسعار السلع والخدمات الاستهلاكية في الولايات المتحدة، وهو أحد أهم المقاييس التي يضعها مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي في اعتباره عند اتخاذ قرارات بشأن سعر الفائدة.

    عندما يأتي مؤشر CPI أعلى أو أدنى من توقعات السوق، يمكن أن يتسبب في تقلبات حادة في الأسواق المالية. أصول مثل الدولار الأمريكي، الذهب، البيتكوين وحتى مؤشرات الأسهم تتأثر بقوة شديدة بهذا التقرير. في هذا التحليل من فريق التحليل في ترندو، سنقوم بمراجعة البيانات الصادرة بصورة دقيقة، ونساعدكم على فهمٍ أفضل لكيفية تأثير تقرير CPI الأخير في الأصول. فابقوا معنا حتى النهاية.

    مراجعة بيانات تقرير CPI لشهر يونيو 2025

    كما أشرنا سابقاً، صدر تقرير CPI الخاص بشهر يونيو في تاريخ 19 محرم 1447 (15 يوليو 2025). ووفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة، بلغ معدل التضخم السنوي خلال هذا الشهر 2.7٪. يمثّل ذلك ارتفاعاً مقارنة بالشهر السابق الذي سُجِّل عند ٢.٤٪، وهو ما يعكس نمواً نسبياً في ضغوط الأسعار ضمن المستوى العام للسلع والخدمات الاستهلاكية.

    أما القراءة الشهرية فقد تم تسجيلها عند 0.3%، وهي مطابقة تماماً لتوقعات السوق. ومع ذلك، كان ما لفت انتباه المحلّلين أكثر هو تراجع مؤشر Core CPI؛ إذ يستبعد تقلبات أسعار الغذاء والطاقة ليقدّم صورة أدق لاتجاهات الأسعار الكلية. وقد جرى الإبلاغ عن هذا المؤشر عند 2.9% على أساس سنوي، بينما كان السوق يتوقع 3٪. كما بلغ نموّه على أساس شهري 0.2٪، أي أقل بقليل من التقديرات السابقة.

    القطاعات التي كان لها أكبر أثر صعودي على المؤشر شملت إيجارات السكن، والطاقة، والمواد الغذائية. على وجه التحديد:

    • قطاع الطاقة ارتفع بنسبة 0.9%
    • سعر البنزين زاد 1%
    • المواد الغذائية ارتفعت بمتوسط 0.3%

    في المقابل، ساعد تراجع الأسعار في السيارات المستعملة، والسيارات الجديدة، وتذاكر الطيران على تهدئة جزء من الارتفاع في مؤشر CPI.

    تأثير تقرير CPI على الدولار الأمريكي وأزواج العملات

    بعد صدور تقرير CPI، تحرّك سوق الصرف الأجنبي فوراً. جاءت قراءة التضخم السنوي عند 2.7%، أعلى من الشهر السابق، ما أشار إلى أن مسار تباطؤ التضخم توقّف مؤقتاً. من جهة أخرى، كان التضخم الأساسي (Core CPI) أدنى بقليل من التوقعات. هذا المزيج جعل سلوك الدولار متقلّباً وغير مستقر.

    تراجع مؤشر الدولار في البداية بشكل طفيف، لكنه استعاد قوته سريعاً. وبعد أن درس المتداولون الأرقام بمزيد من التدقيق، ركّزوا أكثر على ارتفاع التضخم الكلي واعتبروا احتمال خفض سعر الفائدة في المدى القريب أقل أهمية.

    في سوق أزواج العملات، كان هذا السلوك واضحاً:

    اليورو/دولار (EUR/USD) ارتفع قليلاً عقب التقرير ووصل إلى نطاق 1.1690، لكنه واجه سريعاً ضغوط بيع وهبط إلى مستوى 1.1593. هذا التراجع أظهر أن السوق عاد في النهاية إلى جانب الدولار.

    الدولار/ين (USD/JPY) سجّل أولاً تراجعاً محدوداً حتى 147.64، ثم ارتد بقوة وصعد إلى 149.18. جاء هذا التحرك متزامناً مع قوة الدولار وارتفاع عوائد السندات الأمريكية.

    استناداً إلى ما جرى تحليله، ما زال السوق في طور موازنة البيانات. من جهة، التضخم ما يزال مرتفعاً؛ ومن جهة أخرى هناك ضغط هبوطي من التضخم الأساسي. لكن ما يدعم الدولار حالياً هو أننا ما زلنا بعيدين عن هدف الاحتياطي الفدرالي البالغ ٢٪. وهذا يعني أن السوق لا يتعامل بجدية مع خفض وشيك لسعر الفائدة، ما قد يبقي الدولار قوياً على المدى القصير.

    رد فعل سوق الأسهم الأمريكية على تقرير CPI

    تعرّضت سوق الأسهم في الولايات المتحدة لرد فعل سلبي بعد نشر تقرير CPI. ورغم أنّ المؤشرات في الدقائق الأولى لافتتاح الجلسة (الساعة 16:30 بتوقيت مكة المكرمة) بدأت بفجوة إيجابية، فإن هذا الصعود لم يستمر طويلاً وسرعان ما حلّت مكانه ضغوط بيع.

    دخلت المؤشرات الثلاثة الرئيسة في السوق — ناسداك (NASDAQ)، ستاندرد آند بورز 500(S&P 500)، و داو جونز(Dow Jones) — في مسار هبوطي بعد الافتتاح مباشرة. كان ضغط البيع ملحوظاً منذ الساعات الأولى وأظهر أن استجابة السوق مالت أكثر إلى ارتفاع التضخم العام (Headline CPI).

    يشير هذا السلوك إلى أن المستثمرين يعيدون مراجعة توقعاتهم. كان السوق في الأيام والأسابيع الماضية يأمل أن يؤدي تباطؤ التضخم إلى تهيئة الظروف لخفض معدل الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي. إلا أن التقرير الجديد قدّم صورة مغايرة: التضخم العام ما يزال مرتفعاً، ما يعني أن احتمال خفض الفائدة، على الأقل خلال الصيف، قد تراجع.

    من منظور تحليلي، إذا صدرت خلال الأيام القادمة بيانات اقتصادية جديدة (مثل مؤشرات الإنتاج، معدل البطالة، أو مؤشرات ثقة المستهلك) في الاتجاه نفسه، فقد تواجه سوق الأسهم استمراراً في ضغوط العرض.

    رد فعل الذهب على تقرير CPI

    سعر الذهب تعرّض لضغوط بيع بعد صدور تقرير CPI وتراجع من مستوى 3360 دولاراً إلى نطاق 3320 دولاراً؛ أي أكثر من 1% هبوطاً في أقل من بضع ساعات. ورغم أن جزءاً من هذا الانخفاض جرى تعويضه لاحقاً، ويتداول السعر الآن حول 3340 دولاراً، فإن هذا التراجع يبرز حساسية سوق الذهب تجاه بيانات التضخم الأمريكية.

    في هذا التقرير، أدّى ارتفاع التضخم الكلي إلى إضعاف توقعات خفض سعر الفائدة. تقليدياً يميل الذهب إلى الارتفاع عندما يتجه السوق نحو خفض الفائدة أو ضعف الدولار. لكن في الظروف الراهنة لا يرى الاحتياطي الفدرالي الأمريكي سبباً لخفض سريع للفائدة، وهذا يضيف ضغطاً نفسياً على الذهب.

    على المدى القصير، قد يشكّل استمرار تثبيت الذهب فوق نطاق 3320 إشارة دعم، لكن ما لم تصدر بيانات تضخم جديدة أو مواقف مستجدة من جانب الاحتياطي الفدرالي، فاحتمال نشوء اتجاه صعودي مستدام في الذهب يظل ضعيفاً.

    تأثير تقرير CPI على بيتكوين والعملات الرقمية

    بيتكوين، الذي تمكّن مؤخراً من تسجيل قمة جديدة، لم يُبدِ ردّ فعل ملحوظاً بعد صدور تقرير CPI. يتداول السعر حالياً حول 118 ألف دولار، من دون تغيير كبير مقارنةً بما قبل التقرير. يحدث هذا الاستقرار النسبي رغم أن الأصول عالية المخاطر مثل بيتكوين عادةً ما تتفاعل بحساسية أكبر مع بيانات التضخم، لكن رد الفعل هذه المرة كان محدوداً.

    قد يكون أحد أسباب هذا السلوك الحذر انتظار سوق الأصول المشفّرة اتضاح سياسات أوسع من الجهات التنظيمية الأمريكية. كما أن تجاوز بيتكوين لقمته السابقة دفع شريحة من المستثمرين إلى تثبيت الأرباح وجني جزء من المكاسب، ما قلّل مؤقتاً شهية فتح مراكز جديدة لدى الداخلين الجدد.

    بناءً على ذلك، يبدو المشهد الحالي في سوق الكريبتو مزيجاً من الغموض، الحذر، والانتظار. في الأيام المقبلة سيعتمد تحرك هذا السوق على أخبار ماكرو أخرى، مثل التغييرات التنظيمية أو التصريحات الرسمية من مجلس الاحتياطي الفدرالي، الأمر الذي قد يحدد مساره للمدى المتوسط.

    الخلاصة النهائية

    قدّم تقرير CPI لهذا الشهر صورة مزدوجة للسوق؛ فالتضخم العام ارتفع، بينما جاء التضخم الأساسي دون المتوقع. هذا التباين دفع الأسواق إلى ردود فعل مختلفة. تعزّز الدولار الأمريكي بعد تقلبات محدودة، ودخلت مؤشرات الأسهم مثل ناسداك وداو جونز مرحلة تصحيح بعد بداية إيجابية، وتراجع الذهب بأكثر من ١٪، فيما ظلّت بيتكوين عملياً بلا تغيّر يُذكر، مستقرة في النطاقات العليا. وتؤكد تحليلات مصادر مثل إنفستوبيديا و رويترز أن السوق ما زال يعتبر خفض سعر الفائدة في المدى القصير غير مرجّح، وينتظر بيانات لاحقة مثل PCE واجتماعات الاحتياطي الفدرالي المقبلة.

    في هذه الظروف، ينبغي للمتداولين متابعة السوق بدقّة أكبر. إن امتلاك أدوات تحليل قوية مع تنفيذ سريع للصفقات يلعب دوراً حاسماً في اتخاذ القرارات في الوقت المناسب. منصّة التداول ترندو، بدعمها لجميع الأسواق الرئيسية، وأدوات التحليل المتقدمة، وسهولة الوصول، يمكن أن تكون شريككم المهني للتداول خلال هذه المرحلة الحساسة من السوق.

    منشور له صلة

    0

    إعادة النظر
    لتسجيل تعليق، يجب عليك يسجل افعل أو تسجيل الدخول إلى حسابك كن نفسك.